کد مطلب:240896 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:206

الامام الماء العذب علی الظماء
فی روایة عبدالعزیز بن مسلم عن الرضا علیه السلام فی صفات الإمام و خصائص الإمامة و فضائلها قوله علیه السلام:

«الإمام الماء العذب علی الظماء، الدال علی الهدی، و المنجی من الردی...». [1] .

قد جاء فی تفسیر قوله تعالی: «قل أرءیتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن یأتیكم بماء معین» [2] .

الحدیث النبوی: «یا عمار إن الله تبارك عهد إلی أنه یخرج من صلب الحسین أئمة تسعة و التاسع من ولده یغیب عنهم و ذلك قوله عزوجل: «قل أرءیتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن یأتیكم بماء معین». [3] .

و الكاظمی: «إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون» [4] و الرضوی: «فمن یأنیكم بماء معین» یعنی بعلم الإمام [5] و الكاظمی: «إذا غاب عنكم إمامكم فمن یأتیكم بإمام جدید»، [6] و مثله الصادقی. [7] .

و من كل ذلك یعلم أن الإمام هو الماء العذب: أی المعین و كذلك علمه و ذلك تصدیق المثل الرضوی، و قد تكلمنا عند المثل العلوی المستخرج من نهج البلاغة: «من وثق بماء لم یظمأ» ماله علقة بالمقام فراجع، [8] و المثل الباقری: «یمصون الثماد و یدعون النهر العظیم». [9] قال الفیض:



[ صفحه 91]



الثمد: الماء القلیل كأنه علیه السلام أراد أن یبین أن العلم الذی أعطاه الله نبیه صلی الله علیه و آله ثم أمیرالمؤمنین علیه السلام هو الیوم عنده و هو نهر عظیم یجری الیوم من بین أیدیهم، فیدعونه و یمصون الثماد كنایة عن الاجتهادات و الأهواء و تقلید الأبالسة فی الآراء. [10] .

و الماء هو الحیاة لولاه لما وجد شی ء حی قال تعالی: «و جعلنا من الماء كل شی ء حی»، [11] و هو أول ما خلقه الله عزوجل كما فی الباقری: «فأول شی ء خلقه من خلقه الشی ء الذی جمیع الأشیاء منه و هو الماء...»، [12] فحیاة الأشیاء كلها من الماء و من ثم سئل الصادق علیه السلام عن طعم الماء فقال: «سل تفقها و لاتسأل تعنتا طعم الماء طعم الحیاة». [13] .

فلئن كان الماء الجسم السیال البارد بالطبع حیاة الأشیاء الظاهریة فالإمام حیاتها بالباطنیة الأشرف، ثم الظماء: شدة العطش [14] و لایعرف أن الإمام الماء العذب من لم یظمأ و لم یضطر إلیه علیه السلام فلابد أولا الظمأ ثم اللقاء.



[ صفحه 92]




[1] اصول الكافي 200:1.

[2] الملك: 30.

[3] تفسير البرهان 366:4.

[4] تفسير البرهان 366:4.

[5] تفسير البرهان 366:4.

[6] تفسير البرهان 367:4.

[7] تفسير البرهان 367:4.

[8] الأمثال المستخرجة من نهج البلاغة 505، رقم المثل 175.

[9] حرف الياء مع الميم مخطوط. و هو المروي في أصول الكافي 223 - 222/1.

[10] هامش أصول الكافي 222:1.

[11] الأنبياء: 30.

[12] التوحيد 67 - 66.

[13] الوسائل 187:17 باب 1 من أبواب الأشربة المحللة الحديث 6.

[14] مجمع البحرين في (ظمأ).